يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير
أطب مطعمك
5434 مشاهدة
حرص السلف على طيب المطعم

فهكذا أقول: عليك أن تحرص على أن يكون مطعمك حلالا، كما كان كثير من السلف كان كثير منهم يقول: لا أرفع لقمة إلى فمي إلا بعد أن أتصور من أين جاءت وما مدخلها وكيف كسبها وكيف مكسبها، فيتذكر كل لقمة يتغذى بها، ويتحرجون عن أن يدخل في أجوافهم شيء مما حرمه الله، ومن مقدميهم أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- خليفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان له عبد مملوك، وكان يأكل من خراجه يعني: ذلك العبد ليس بحاجة إلى استخدامه؛ فيرسله يكتسب يعني يكتسب ... منه أبو بكر قال: هل تعلم ما مدخل هذا الطعام؟ قال: لا. قال: إني كنت في الجاهلية تكهنت لرجل وما أحسن الكهانة، فلقيني هذا اليوم وأعطاني هذا الذي أكلت منه أي حلوان كاهن وأجرة تكهن، ولما سمع بذلك أبو بكر -رضي الله عنه- أدخل إصبعه في فمه وقاء كل ما أكله كله فقيل له: لو رفقت بنفسك إنما هي لقيمات يسيرة، فقال: لو لم يخرج إلا بخروج روحي لأخرجته يعني لا يحب أن يدخل في جسده شيء من هذا المحرم مع أنه قد يقول قائل في هذا الزمان: الإثم على المكتسب هذا الذي اكتسبه هو الآثم، فأما أنت فلا إثم عليك، ولكنه تحرج أن يدخل في جسده شيء من الحرام، والوقائع كثيرة في هذا لا يمكن أن نأتي عليها.